سبق لى ان كتبت على
صفحات هذا المدونة عن اسباب رفضى واستهجانى لبعض التصرفات التى يقوم بها بعض من
يدعون بالنشطاء النوبيين وبينت كيف تسئ تلك التحركات إلى الحقوق النوبيه وكانت تلك
الكتابات فى أعقاب سلسلة الوقفات الأحتجاية التى دعوا لها فى شهر أبريل 2011 وحذرت
من ان مثل تلك التحركات لن تفيد وما دعانى الى اعادت الحديث عن ذات الموضوع الأن
هو تلك الدعوة التى انتشرت لوقفة احتجاجية امام قصر عابدين والتى نفذت بالأمس ولن
اعيد فى تفنيد المطالب لأنها هى نفسها المطالب التى تم على اساسها الدعوة لسلسة
الوقفة التى حدثت منذ تنحى مبارك وحتى الأن .
ولكنى سأتكلم عن ثلاث
نقاط بالتحديد هم ما اثاروا انتباهى وهم :
النقطة الأولى هى : البند الخاص
بأقالة المحافظ والذى جاء فى النقطة الثالثة فى أسباب الوقفة التى نفذت فى ابريل2011 أمام مجلس الوزراء واسباب الوقفة
التى نفذت بالأمس امام قصر عابدين وسانقل مما قلته فى ابريل هذا النص :
وهذا المطلب يتماشا مع ما تطالب به جميع
القوى السياسيه بعد الثوره ... وهذا ما يجعلنى اعيد نفس السؤال السابق
.. وانه إذا كان هذا المطلب هواحد المطالب الشعبية بعد الثوره فلماذا يتم تقديمة
فى صورة منعزلة وتصويره على انه مطلب خاص بالنوبيين وحدهم ؟ ولماذا لم يتم التنسيق
مع باقى القوى الوطنيه داخل محافظة اسوان لتوحيد الضغط على مستوى المحافظة ؟ )
أما سبب أهتمامى بأعادة الحديث عن تلك النقطة تحديدا هوالأعتصام
الحادث فى حديقة درة النيل أمام مبنى محافظة اسوان وهو اعتصام بدء منذ يوم 13
سبتمبر 2012 إى منذ شهر يشارك به شباب من مختلف أطياف المجتمع الأسوانى للمطالبة بأقالة
المحافظ ويتحملون على مدى شهر كل اشكال الأرهاب والترويع التى تمارس ضدهم من
بلطجية موالين للمحافظ وأيضا يعانون من أهمال مطبق وتجاهل أعلامى مزرى فلماذا لم
يتم توحيد الصفوف والتنسيق بين النشطاء النوبيين فى القاهرة وبين المعتصمين للوصول
للهدف المرجوة ؟ وما سبب أصرار النشطاء النوبيين على العمل بشكل منفرد فى موضوع لا
يخص النوبيين وحدهم ؟
أما النقطة الثانية فهى: إذا ما كانت المطالب المرفوعة الأن هى
ذاتها المطالب التى رفعت فى الماضى فهل تم تدارس الحراك الذى حدث بالسابق ومدى
نفعه وتحقيقه للمطالب قبل تكراره ؟ وهل تم التفكير فى مدى امكانية تغيير أسلوب
التعاطى مع تلك المطالب وأستحداث أساليب مختلفة عن تلك التى لم تنجح فى تحقيق الهدف منها ؟
أم سيتم تكرار نفس الأفعال ونفس الأجتماعات التى تنتهى دائما بوعود لا تنفذ ؟
اما النقطة الأخيرة التى اثارت انتباهى هى نقطة شائكة وخاصة بكيفية
اختيار موعد التحرك النوبى وتزامنها مع وجود حراك سياسى جامع للقوى الوطنيه
للمطالبة بتنفيذ مطالب ثورة 25 يناير وسأورد التوايخ لأوضح ما أقصده :
8 ابريل 2011
القوى السياسية تدعو لجمعة التطهير .
3 أغسطس 2011 بدء محاكمة مبارك
9 سبتمبر 2011
القوى السياسية تدعو لجمعة تصحيح المسار ئ
12 أكتوبر 2012 القوى السياسيه تدعو لجمعة
الحساب
بمراجعة
تواريخ الفاعليات السابقه وترتيبها يظهر جاليا مدى التطابق فى مواعيد الفاعليات
والأحداث بشكل لا يمكن تحميله على المصادفة فترى ما الهدف المرجو من وراء ذلك
التزامن ؟ واتمنى إلا يحيل البعض الأمر إلى أستغلال الحراك من أجل تسليط الضوء على
القضية النوبية لأن ذلك لا يحدث ولكن هذا التزامن المريب يساعد فى ترسيخ فكرة عزلة
النوبيين عن محيط ما يحدث فى الوطن ولا أنكر أننى وعلى المستوى الشخصى وايضا من
خلال النقاش حول تلك النقطة تحديدا مع الكثير من الأصدقاء بت مقتنع بوجود بعض
الأشخاص والتيارات داخل المجتمع النوبى تعمل على ترسيخ عزلة النوبيين عن محيطهم
الوطنى ولذلك عند كل حدث موسع على الساحة السياسية يتم الدعوة إلى حراك نوبى منفصل وتشوب الدعوة دائما شعارات تخطف
لب الكثيرين فيسارع بعض الأخوة النوبيين لتلبية الدعوة تحت ضغط اليأس من الوضع
والعاطفة لتراث الأجداد ودون ان يعطوا لأنفسهم فرصة لو بسيطة للتفكير فى جدوى تلك
التحركات والهدف منها .
وانا لا
انكر اننا كنوبيين لنا حقوق مهدرة لدى الدولة ولكنى مع ذلك لن أسأم من تكرار أن
تلك الحقوق لن نستطيع الوصول إليها إلا فى أطار العمل داخل منظومة العمل الوطنى
ولا أمل فى وجود حل منفرد لما لنا من حقوق بعيدا عن حل مشكلة الوطن الذى
ننتمى إليه .
ولذلك سأصر على تكرار السؤال الذى يحيرنى ويحير الكثيرين وهو لماذا يصر البعض على عزل النوبيين ومشاكلهم عن محيطهم الوطنى ؟