الجمعة، 29 أبريل 2011

ماذا يريد النوبيين ؟ - 2 -


هل تغيير الخطاب النوبى بعد سقوط نظام مبارك عما كان عليه فى عهد  مبارك؟توقفت عند هذا السؤال فى المقال السابق وسأحاول الأن أيجاد أجابه له ....

ولكن للأجابه على هذا السؤال يتوجب علينا أن نرجع بالذاكرة قليلآ إلى الفتره التى تلت تنحى أو خلع مبارك من منصبه ثم إستقالة أو إقالة وزارة أحمد شفيق وتشكيل  وزاره جديده برئاسه د.عصام شرف وهى الوزارة التى حازت على رضى وقبول من أغلب قطاعات الشعب وأعتبرناها جميعا وزارة او حكومه الثوره ... ورأينا جميعا كيف تسارعت وتيرة الأحداث فور الأعلان عن تشكيل تلك الوزاره وكيف إلتهب الموقف أثر حدوث بعض الحوادث التى كادت لولا ستر الله أن تؤدى إلى أثارة حالة مرعبه من الفوضى الممنهجه والمقصوده من فلول النظام الفاسد ومن المؤكد أننا جميعا قد تابعنا بقلق تلك الأحداث بكل تفاصيلها ولذلك فلن أطيل فى الحديث عنها ولكن ما يهمنى هنا أنه  وفى ذوروة تلك الأحداث فوجئ الجميع ببعض الأخوة النوبيين يطلقون دعوه لوقفة إحتجاجية نوبية أمام مقر مجلس الوزاراء للضغط على مجلس الوزراء لتلبيه بعض المطالب النوبيه التى رأى الأخوة الداعين لتلك الوقفة أنها مطالب مهمه وواجبة التنفيذ ولا يجوز تأجيلها وأتخذوا لتلك الوقفه شعار (وقفة سلميه وليست فئوية) وأعلنوا ان وقفتهم تلك ستكون يوم(الخميس 24 مارس)وتمت تنفيذ تلك الوقفة وتم أثناء هذه الوقفة مقابلة بين مدير مكتب رئيس الوزاراء ووفد من منظمى الوقفه الذين سلموا له مطالبهم مع وعد منه بعرضها على  د.عصام شرف ..
ثم صدر قرار مجلس الوزاراء بأختيار الأستاذ /حجاج أدول الأديب النوبى المعروف بمواقفه المتشدده فى الدفاع عن المطالب النوبيه ليكون ممثلا للنوبيين فى لجنة الحوار الوطنى المزمع تشيكلها .... وبعد مرور قرابه العشرة أيام تقريبا ظهرت دعوة لوقفة نوبية ثانية فى نفس مكان الوقفه الأولى وكان مبرر الدعوه للوقفة الثانية  هو عدم تلبية حكومه د.عصام شرف لما سبق وطالبوا به فى الوقفه الأولى وأتفق المنظمين على أن تكون وقفتهم الثانيه تحت شعار(الأنتفاضة النوبية)وحددوا يوم (الخميس 7 أبريل ) موعد لتلك الوقفة أو (الأنتفاضة النوبية) كما تم وصفها من قبل بعض المنظمين ... المهم تمت الوقفة الثانية فى موعدها وفى نفس مكان الوقفة الأولى وقام المنظمين للوقفة بتشكيل وفد منهم ليصعد لمقابلة د.عصام شرف فى مكتبه بمقر مجلس الوزاراء وقابلوا د.شرف الذى أستمع إليهم وأخبرهم بعدم علمه بمطالبهم تلك فأعدوا تقديم مطالبهم إليه وانتهى اللقاء بوعد من د. شرف لهم بالعمل على حل مشاكلهم ... وأصدر مجلس الوزارء بعد مرور بضعة أيام من تلك الوقفة قرارا" وزاريا بتمليك (4000) أربعة ألاف منزل للنوبيين فى غرب أسوان وقرار أخر بتخصيص (3700 )ثلاثة ألاف وسبعمائة فدان بمنطقه توشكى للنوبيين ووعد بتخصيص دائره إنتخابيه مستقله للنوبيين بنصر النوبه عند  تعديل قانون الدوائر الأنتخابيه ....وقوبلت تلك القرارات بالرفض من قبل الأخوة المنظمين للوقفتين الأحتجاجيتين وذلك لعدم تطابق تلك القرارات مع ما سبق وقدمه للدكتور عصام شرف فى لقائهم معه اثناء الوقفه الثانيه فأتهموا د.شرف وحكومته بالتسويف وعدم الجديه فى حل القضيه النوبيه وأعلنوا عن تنظيمهم لمؤتمر صحفى فى نقابه الصحفيين للرد على تأخر حكومه د.شرف فى تلبية مطالبهم وأعلانوا أن المؤتمر الصحفى سيكون تحت عنوان (الحقوق النوبيه بعد  ثورة 25 يناير ) وأتفقوا على أن يسبق المؤتمر وقفه رمزيه  أمام نقابة الصحفيين وبالفعل تم عقد المؤتمر يوم (السبت 23 أبريل ) وحضر المؤتمر الكثير من الشخصيات النوبيه النشطه فى مجال الدفاع عن الحقوق النوبيه وأعلن الحاضرين عن أستيائهم من تعامل حكومه د. شرف مع الملف النوبى وعدم تنفيذ المطالب النوبيه وبل وهدد عدد من الحاضرين بتصعيد موقفهم إذا لم تستجب الدوله لهم (وذلك طبقا لما ذكر باليوم السابع).
واجد انه من الواجب على أن أنبه على اننى قمت بسرد الأحداث السابقه من أجل الوصول إلى أجابه للسؤال الذى بدأت به هذا المقال ولذلك لم أتطرق أثناء سردى للأحداث إلى تفاصيل المطالب التى قدمها منظمى تلك الوقفات للدكتور شرف أو أسباب رفضهم للقرارات الصادره من مجلس الوزراء وأعد أن أخصص مقال منفصل لمناقشة تلك الأمور بالتفاصيل فما يهمنى هنا فى الأساس هو الخطاب الذى يفترض بنا كنوبيين أن نرد به على السؤال الذى دائما ما يردده أغلب شرائح المجتمع المصرى عند ذكر المطالب النوبيه وهو (ماذا يريد النوبيين ؟)
وإذا وبعد سرد مجمل الأحداث والتحركات النوبيه منذ سقوط مبارك وحتى الأن فيجب علينا ونحن فى طريقنا للأجابه عن السؤال السابق أن نضع أنفسنا مكان أى مواطن مصرى من المفترض انه لا يعلم شيئا عن القضيه النوبيه ولا عن مقدار ما عانى النوبيين على مدى السنين الماضيه ....ولنتخيل سويآ وفى ظل ما تمر به مصر من أحداث ملتهبه وحاله عدم أستقرار كيف سيكون رد فعل ذلك الشخص عند سماعه بقيام النوبيين بتنظيم وثلاثة وقفات إحتجاجيه (إثنان أمام مقر مجلس الوزراء وواحدة على سلم نقابه الصجفيين) للضغط على الدوله لتنفيذ مطالب خاصه بهم – (أرجو إلا يبرر أحد الأمربدعوى إنها وقفات سلميه أووقفات غير فئويه لأنه فى تلك الحالة لن تفرق كونها سلميه او غير ذلك من تعريفات فما يهم المواطن العادى هنا هو الفعل فى حد ذاته ) – ولنتخيل إيضا" كيف يكون شعور نفس الشخص عندما يعلم عن طريق وسائل الأعلام عن صدور قرار من مجلس الوزراء لصالح النوبيين عقب كل وقفه احتجاجيه ينظموها – ( وهو هنا لا يعنيه مدى تطابق تلك القرارات الصادره مع المطالب المقدمه لأنه ليس لديه علم أو درايه بخلفيات القضيه النوبيه) – ثم عقب ذلك يفاجئ بأعتراض غير مبرر – ( من وجهة نظره) – للنوبيين على القرارات التى أصدرها مجلس والوزراء وبل ويسمع عن  تهديدات نوبيه بتصعيد إذا لم تنفذ لهم الحكومه مطالبهم .... 
ومع أخذ فى الأعتبار لما كان يشيعه نظام مبارك عن المطالب النوبيه على أنها مطالب أنفصاليه وأن النوبيين يريدون العوده لمناطقهم القديمه حتى يتسنى لهم الأنفصال عن مصر وغيرها من الأكاذيب التى روجها النظام الساقط عن النوبيين حتى تحولت من كثرت ترديدها من أكاذيب بلا سند إلى ما يشبه اليقين الراسخ فى واجدان الكثير من المصريين ..... وبالنظر لكل ما سبق يصبح من الطبيعى أن يكون رد الفعل المتوقع من أغلب المصريين هو الأستهجان والرفض لتلك التحركات النوبيه وبل وتوجيه الأتهام للنوبيين بأستغلال الظروف غير المستقره التى تمر بها مصر من أجل تنفيذ أجنداتهم الخاصه ... ويصبح من غير المستبعد تكون تيار شعبى قوى رافض لعودة النوبيين إلى مناطقهم القديمه أو حتى تنفيذ إى مطلب للنوبيين .
أذا ومما سبق يمكن القول أن أسلوب أدارة الملف النوبى من قبلنا كنوبيين لم يتغير عما كان عليه قبل سقوط مبارك ونظامه ....وأننا مازلنا نرفع نفس الشعارات ونستخدم نفس الخطاب البكائى ونقوم بنفس التحركات الغير مدروسه العواقب وكل ما تغيير هو أن البعض منا أصبح يتخذ مواقف أكثر حده وتصعيد دون تفكير لعواقب تلك المواقف وتداعياتها علينا جميعا وللأسف اصبحت الرغبه فى الظهورعلى الساحه تسبق الرغبه فى الوصول إلى حل مرضى لمطالب طال أمدها .

  

الأربعاء، 27 أبريل 2011

ماذا يريد النوبيين ؟


هذا السؤال هو أول ما يرد على ذهن الكثير من المصريين عندما يتطرق الحديث إلى موضوع المطالب النوبيه ودائما ما يقال السؤال بلهجه استنكار ورفض لإى تحرك نوبى وتلك اللهجه فى الحديث تجعلنا نفكر كثيرفى الأسباب التى تدفع الكثير من المصريين إلى أستنكار ورفض التحركات النوبيه وتطرح الكثير من الأسئله حول دوافع ذلك الأستنكار العام (أو شبه العام) لإى حديث عن القضيه النوبيه ...
فهل يأتى هذا الرفض والأستهجان من منطلق كره المصريين (الغير نوبيين) للمصريين النوبيين ؟ ومن الطبيعى أن تكون الأجابه الفوريه لهذا السؤال هى النفى فالنوبيين موجودون فى أغلب مدن ومحافظات الجمهوريه وتربطهم بغيرهم من أبناء الوطن روابط كثيره كالصداقه والزماله فى العمل والجيره وغيرها من الروابط الأنسانيه بل على مستوى التعامل الشخصى فأن أول ما يتبادر إلى ذهن إى مصرى عند ذكر النوبيين هو الكثير من الصفات الحميده والخصال الطيبه التى دائما ما يُصف بها النوبيين(كلأمانه والأخلاص ودماثة الخلق والطيبه ) ,ذلك الأمر يجعلنا نتسأل إذا ماكان ذلك هو رأى كل مصرى فى النوبيين فلماذا يستنكر عليهم حقوقهم ويرفض مطالبهم ؟ وهذا السؤال هو مربط الفرس فى الموضوع برمته فببساطه المبعث الرئيسى لذلك الأستنكار وهذا الرفض والأستهجان هو عدم فهم أغلب قطاعات الشعب المصرى لأبعاد القضيه النوبيه وعدم معرفتهم لملابسات وابعاد تلك المطالب .... ولكن ماهى أسباب عدم فهم أغلب المصريين لما يعانيه أخوة لهم فى الوطن على مدى مايزيد عن المائة عام (منذ بناء خزان أسوان فى أواخر القرن التاسع عشر وحتى الأن ) ؟ وفى الحقيقه يجب الأعتراف بوجود الكثير من الأسباب التى ساعدت على عدم فهم أغلب المصريين لمعاناة أخوانهم النوبيين منها التعتيم الأعلامى المتعمد خلال حقب متتاليه على ماحدث للنوبيين وأخفاء مقدار ما عانوه وما ضحوا به طوال سنوات طويله وأيضا أدى الأسلوب الممنهج الذى أتبعه القائمين على شأن الثقافى على المستوى الرسمى لطمس التنوع الثقافى فى مصر من أجل فرض ثقافه أحاديه لا تقبل الأعتراف بالأختلاف وأيضا لا يمكن أن نغفل ما كان يقوم به نظام مبارك طوال فترة حكمه التى أمتدت لثلاثون عاما من أزكاء للفتنه بين أبناء الوطن وتأليب المصريين بعضهم على بعض وتشتيت أبناء الوطن فى صراعات جانبيه تلهيهم عن عدوهم الحقيقى وتضمن له دوام بقائه على سدرة الحكم  ( يوجد هنا حديث للدكتور جابر عصفور يمكن الرجوع كمثال توضيحى ).
وأيضا يجب أن نعترف أننا عجزنا كنوبيين وفشلنا فى التعريف بما نريد وبما قاساه أبائنا وأجدادنا ..... نعم وللأسف نحن اسائنا إلى أنفسنا بمقدار قد يزيد كثيراً عما أساء به إلينا حكام  مصر المتعاقبيين .. وأرجو قبل أن يسارع أحد بأتهامى بالتجنى أو بالرغبه فى جلد الذات أن يراجع أولآ ما قمنا به وخاصةً خلال فتره حكم مبارك من أفعال وتحركات للمطالبه بما لنا من حقوق ....
 فنحن كان من المفترض بنا أن نناضل ونكافح فى وجهه هذا النظام الأمنى التعسفى الذى كان يشكل حائلا يمنعنا من الوصول إلى حقوقنا المشروعه و مطالبنا العادله  بما أننا أصحاب قضيه عادله  ولكننا أثرنا الطريق السهل وهو التقوقع على الذات كبديل عن النضال ضد مبارك ونظامه وأخذنا بطش النظام وتعسفه كذريعه للتقوقع داخل أنديتنا وجمعياتنا الخاصه رافعين شعارات من عينة (العنصريه ضد النوبيين) و (أضطهاد النوبيين ) وهى شعارات تقدم خطاب بكائى يصلح للأستخدام المحلى (داخل المجتمع النوبى) وتكسب صاحبها الكثير من المؤيدين والمساندين والمهللين من النوبيين ولكنها  للأسف لا تقدم حل أو رؤيه صحيحه لما نطالب به من حقوق وأيضا لا تصلح كخطاب تعريفى لمطالبنا أمام غير النوبيين .... ولم تكسبنا تلك الشعارات وذلك الخطاب إلا المزيد من التقوقع داخل انديتنا وجمعياتنا بل ومنتدياتنا الألكترونيه فيما يشبه الجيتو ولكنه جيتو أختيارى صنعناه بأرادتنا لنهرب داخله من عجزنا عن الدفاع عما نؤمن أنه حقنا المسلوب فتقوقعنا داخل مجتماعتنا المغلقه رافعين شعاراتنا الخاصه متباكين على ما كان لنا وذهب ..... وأكثر ما يثير الدهشه والتعجب هو أننا وعلى الرغم من هذا التقوقع الشديد فشلنا فشلآ ذريعا فى أن نتفق على صيغه موحده ورؤيه واضحه لمطالبنا التى نطالب بها وأختلفنا وتشرزمنا وتحولنا إلى كيانات وجماعات متصارعه عوضاَ عن أن نشكل جماعه أو جبهه واحده متفقه ... والغريب أننا حتى عندما فكرنا  أن نخرج بمطالبنا إلى المجتمع أختارنا أن نعقد بعض الأجتماعات داخل القاعات المكيفه وندعو إليها بعض المتعاطفين معنا من مثقفى مصر ولم نفكر فى إصال صوتنا إلى شرائح أوسع من المجتمع فمن المفترض والطبيعى  بمن يشرح قضيه كقضيتنا أن يتوجه بشرحه لمن لا يعرف  تلك القضيه حتى يكسب متعاطفين أو متضامنين مع قضيته التى تصدى للدفاع عنها ولكننا وللأسف وللمره الثانيه أخترنا الطريق الأسهل وهو الحديث مع من لديه قدر من التعاطف معنا وأهمالاً حقيقه بديهيه وهى أن تعاطف إى أنسان مع قضية ما هو دليل دامغ على سابق معرفة هذا الأنسان بقدر ولو ضئيل من المعلومات حول تلك القضيه التى يتعاطف معها .
وقبل أن يندفع أحد ويستنكر ما ذكرته ويحاول أن  يبرر ما حدث من منطلق ما كان يلاقيه معارضى ذلك النظام من بطش وترويع وإلقاء فى غياهب السجون ... وعلى الرغم من وجاهة تلك المبررات التى لا أملك أن أنكرها ولكنى بدورى أرد بما أعتبره فصل الخطاب فى ذلك الأمرفكلنا أو أغلبنا يذكر ما حدث للأديب والمدون السيناوى مسعد أبوفجر الذى دفع ثلاثة سنوات من عمره قضاها فى غياهب سجون مبارك بسبب دفاعه عن أهل سيناء ونشر ما يتعرضون له من ظلم على يد نظام مبارك ... وسؤالى هو هل لاقى أحد النوبيين ولو نصف ما لاقاه مسعد أبو فجر مثلآ ؟؟ وبالطبع الأجابه عن هذا السؤال معروفه للجميع فلم يقم نظام مبارك بسجن إى نوبى ولو ليوم واحد بسبب دفاعه عن حقوق أهل النوبه وأرجو إلا يحاول أحد الحديث عن التضيق المعنوى وكتم الأصوات والمضايقات فى العمل والتنقل لأن كل تلك الأمور كانت تمارس بشكل شبه يومى مع الكثيرين من ابناء الوطن من المعارضين لمبارك ونظامه ... ويجب أن نتعرف الفرق بين تعامل نظام مبارك مع مسعد أبو فجر وتعامل نفس النظام معنا كنوبيين سببه الأساسى هو أن أبو فجر دافع عن حقوق أهل سيناء مستخدما أسلوب معارض لتصرفات ذلك النظام وتجاوزاته مع أهل سيناء وفى نفس الوقت عمل على فضح الأكاذيب التى حاول نظام مبارك ترويجها عن أهل سيناء فأكتسب بذلك تعاطف شرائح عريضه من المصريين .... أم نحن فكانت تحركاتنا وتصرفاتنا كانت تساعد على ترسيخ وتأكيد ما يروجه ذلك النظام عنا وعن مطالبنا وكنا ننفذ بقصد او بدون قصد ما يخدم أهداف ذلك النظام الفاسد ولذلك كان وجودنا على الساحه فى صالحه فتركنا لنتحدث ونصرخ كما نشاء ولم يكلف نفسه عناء كتم أصواتنا .
والأن وبعد أن سقط ذلك النظام الفاسد وألقى بأغلب رموزه فى السجون ... فهل تغيير الخطاب النوبى عما كان عليه فى عهد مبارك؟
ونظرا″ لأهمية هذا السؤال فلأجابه عليه  تحتاجه الكثيرمن السرد المطول لشرح ماحدث من أمور كثيره خلال الفتره التى تلت سقوط نظام مبارك ... فسأختم تلك مقالى هذا عند ذلك الجزء وسأجيب عن هذا السؤال فى المقال القادم.
                       

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

النوبيين ...... والثورة المضادة (منقول)

هذا المقال كتبه (زكريا برسى ) وهو ناشط  فى المجتمع النوبى وعضو فى جماعة (المبادرين النوبيه)وهوأيضا يقيم فى قلب الحدث ( بنصر النوبه) وينتمى إلى (قريه المالكى )  وهى نفس القريه التى ينتمى لها (الحسينى عوض ) عضوالحزب المنحل ورئيس المجلس المحلى لمركز نصر النوبه .... ونظر لكل ما سبق ولما يحتويه المقال من معلومات مهمه ووجهة نظر محترمه  فقد رأيت ان انقله كما هو وبنفس العنوان دون إى تغيير.
                      #########################

النوبيين ...... والثورة المضادة  


بسم الله الرحمن الرحيم
نما الى علمنا اجتماع تم فى احدى قرى التهجير بين بعض الشباب
 
والحسينى عوض رئيس المجلس المحلى لمركز نصر النوبة
واخذ يروج لوادى الامل وان بيوت المغتربين تم بناءها بوادى كركر
 
والحكومة لا تستطيع التراجع
 
كما تم وعدهم بمقابلة سيادة المحافظ شخصيا او اصطحابهم الى القاهرة لمقابلة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء
وهذا يعنى ان الشباب فى قرى نصر النوبة
لا يعلموا ما هى اهداف الثورة ؟
ولا الاسباب التى قامت من اجلها آآآآ

وتواصلهم مع اعداء الثورة يهدد بزرع خلايا تعرقل سير القضية فى اتجاهها الصحيح
والحقيقة اختلط .................... الحابل بالنابل
ولم اعد افهم ما يدور فى المحيط النوبى
الفترة الانتقالية هى اصعب الفترات بالنسبة لكل الثورات
 
التى حدثت فى الماضى
وبعد سقوط النظام وتأكدهم سارع ذيول الحزب الوطنى بجمع صفوفهم وقاموا بتقديم ورقة لقسم الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بها بعض المطالب اهمها فصل الدائرة الانتخابية على امل وصول احدهم والفوز بكرسى البرلمان
وفى نفس الوقت يقدموا التهانى لمحافظ اسوان لنجاته
 
من (مقصلة) التغير

وفى القاهرة
بعد احتراق مقرات المجالس المتخصصة اتجهت الانظار الى مبنى مجلس الوزراء
ويرى البعض ان سقوط رأس النظام وضعف الدولة فرصة عظيمة لاغتنام المكاسب

لا ................. ياسادة
سقوط النظام بأكمله هو الهدف الاساسى
يجب على النوبيين المشاركة فى التطهير
وانقاذ الثورة ........ لا المشاركة فى الثورة المضادة التى يقودها فلول النظام البائد

تغير الدستور هو الانتصار الحقيقى لحل المسألة النوبية
تغير نظام الحكم هو الطريق
 
الوحيد للعودة ....... لا تغير الحكومات
والله هو المستعان
زكريا برسى 
نقلا عن منتدى نوبى انا



الأحد، 17 أبريل 2011

المطالب النوبيه بين العقل والعاطفه



 لا يمكن لأحد أن ينكر مقدار ما تعرضنا له كنوبيين من ظلم وتهميش طوال ما يزيد عن المائه عام منذ الشروع فى بناء خزان أسوان  مروراً ببناء السد العالى  إلى الأن ... ولا يستطيع أحد تجاهل ما لنا من حقوق عادله ومطالب مشروعه أو أن يشكك فى إنتمائنا لمصر .. فنحن جزءً أصيل من نسيج هذا الوطن شاء من شاء وأبى من أبى..
وإنتمائنا لمصر لا يحتاج إلى شاهد أو دليل وفى ذات الوقت لا يمكن لذلك الإ نتماء أن ينفى عنا أننا نوبيين نمتلك موروث حضارى وثقافى تاريخى ضارب فى   أعماق التاريخ ... فقد نختلف عرقيا عن باقى ابناء هذا الوطن ولكن ذلك لا يعنى أننا أقل منهم وطنيه أوأنتماء .... فأنتمائنا للنوبه لا يقلل من مصريتنا وبالمثل فإنتمائنا لمصر لا يعنى تنازلنا عن خصوصيتنا النوبيه أو مطالبنا وحقوقنا كنوبيين ...فالنوبه هى بوابة مصر الأفريقيه والدليل الواضح الباقى على أنتماء مصر لأفريقيا ... والنوبيين كانوا دائماً هم الدرع والحصن الحصين المدافع عن مصر منذ أيام الفراعنه وإلى الأن...
وعلى الرغم من غرق النوبه كلياً تحت مياه السد العالى منذ قرابة الخمسين عام ولكن مرور كل تلك السنوات لم يقلل من شعور الأشتياق والحنين بداخل كل نوبى كبيراً كان أوصغير ... فنحن وأن كنا قد ولدنا بعد غرق النوبه بسنوات وتربينا فى مدن مصر المختلفه ولكن  يجمعنا حنين جارف وأشتياق إلى النوبه  تولد لدينا عبر قصص الأباء وروايات الأجداد عن النوبه القديمه قبل الغرق حتى تحولت النوبه بالنسبة لنا إلى ما يشبه الجنه الغارقه والفردوس الضائع ... ودائما ما يتغلب علينا ذلك الأشتياق عند الحديث عن ما لنا من حقوق ومطالب مما يجعلنا نُغلب صوت العاطفه على صوت العقل مما يؤدى إلى عدم أستعاب الطرف الأخر(الغير نوبى ) للحوار وعدم فهمه لطبيعة ما نطالب به وأيضاً تؤدى بنا نظرتنا العاطفيه تلك إلى الأنسياق خلف بعض الأدعاءات والدعوات التى تضرنا وتسئ إلينا وإلى مشروعيه ما نطالب به مما يؤدى إلى أستنكار لمطالبنا وتحركتنا من قبل الكثيرمن شركائنا فى الوطن ويأتى هذا الأستنكار كنتيجه طبيعيه لعدم فهمهم لمطالبنا التى فشلنا فى أن نشرحها لهم بطريقه صحيحه
 وأصدق مثل على ذلك ما كان يقوم به نظام مبارك المخلوع من تصوير مطالبنا أمام الرأى العام الداخلى فى صورة المطالب الأنفصاليه وكان يستغل بعض التصرفات التى تصدر من قبل بعض النوبيه بصوره أعلاميه خاطئه حتى يدلل على وجهة نظره عنا .... وخلاصة الأمر أننا نقوم دون ان نشعر ببعض التصرفات التى تسئ إلينا فعلينا إذا ما كنا جادين فى سعينا من أجل تحقيق مطالبنا أن نحاول تجديد خطابنا والتفكير برويه فى كيفيه عرض تلك المطالب بعيدا عن الخطاب العاطفى الذى لا يساعد فى تقديم صوره واقعيه عما لنا ...
ويجب أن ننتبه جيدا لما طراء من تغييرات على الساحه بعض نجاح ثورة 25 يناير وسقوط النظام الفاسد ومن المؤكد ان مصربعد 25يناير تختلف كليا عن مصر قبل 25يناير ونحن الأن نعيش فى فتره هى اشبه بفتره انتقاليه أو مرحله هدم لنظام ديكتاتورى  فاسد ( قام طوال ثلاثون عام على أثارة النعرات الطائفيه والخلافات بداخل الوطن ليضمن انشغالنا جميعا فى تلك الصراعات ويتسنى له الأستمرار فى سدرة الحكم) وتجهيز التربه الوطنيه لبناء نظام وطنى ديمقراطى قائم على المشاركه والمواطنه.
 فيجب علينا الأعتراف بأننا نمر بمرحله أنتقاليه حرجه ونعيش فى أجواء ثوره عظيمه لم تكتمل أركانها ومن المتوقع  لها أن تغيير تاريخ المنطقه بأكملها ولكن ذلك التغيير متوقف على أكتمال مطالب الثوره ... والثوره لن تكتمل إلا بعد تأسيس نظام حكم جديد بداء من وضع دستور جديد يتماشى مع ما نطالب به من تغليب مبادئ المواطنه والمساواه بين أبناء الوطن إلى أنتخاب رئيس جديد ومجلس نيابى ... ويجب أن نتفق على أنه وإلى أن تتحقق تلك المطالب يجب أن نتكاتف ونتشارك مع باقية أبناء الوطن من أجل الوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان ... وعلينا أن نتعرف أن إى مطالب خاصه لنا كنوبيين من الصعب بل والمستحيل ان نستطيع ان نصل إليها خلال تلك المرحله الأنتقاليه وأقصى ما يمكننا فعله لصالح القضيه النوبيه الأن هو الدعوه إلى حوار داخلى (نوبى نوبى ) لصيغة وبلورة مطالبنا والأتفاق على النقاط الأساسيه وعمل ملف شامل ورؤيه حقيقيه لما نريده كنوبيين وذلك مع عدم أغفال مشاركتنا لما يدور على ساحه الوطن كمواطنيين مصريين ... والعمل على هذان المحوران كفيل بأن يوفر لنا حلآ  سريعا لمطالبنا بمجرد ان تنتهى المرحله الأنتقاليه . 

القاهره فى 15 / 4 / 2011

دون كيشوت النوبى


فى ذروة أحداث ثورة يناير أثناء ما كنا معتصمين قبل تنحى مبارك تلقيت اتصال هاتفى من أحد النشطاء النوبيين ودارت المحادثه بيننا عن الأحداث الجاريه وكان رأيه أن ما يحدث هو مؤامره خارجيه وكان مقتنع تماما بوجود إيدى أجنبيه تعبث بالموضوع وكان يتكلم بلهجة العارف ببواطن الأمور وتجادلنا وأختلفنا وقال لى جمله لن أنساها (الأيام هتثبت لك اللى بقوله وبكره تشوف )فما كان منى إلا ان قلت له ( خلاص خلى الأيام تحكم بنا ) وأنهيت المكالمه وأنا فى قمة الحنق والغضب من أن يكون شخص من المفترض به انه يحمل راية الدفاع عن الحقوق النوبيه مما يعنى أنه يجب عليه أن يكون فى صف معارض للنظام الفاسد الذى قامت الثوره ضده فأذا به يرفض الثوره ويشكك فيها بدلا من أن يساندها وينضم إليها ورغم الغضب الذى انتابنى تأكدت من صحة الأقاويل التى كانت تداول فى الأوساط النوبيه حول وجود بعض الأشخاص الذين يدعون معارضة مبارك ونظامه ويستفيدون فى ذات الوقت من وجود ذلك النظام ....
ومرت الأيام وأجبر مبارك على التخلى عن الحكم لأفاجئ بعدها مباشرةً بنفس الشخص الذى أتصل بى فى السابق يتصل بى ويحدثنى عن ضرورة أن يكون لنا دور كنوبيين فيما يحدث وعن أن الثوره أثبتت أن الأمل والمستقبل معقودان على الشباب ولم أشاء أن أذكره برأيه السابق فى الثوره وأثرت أن استمع إليه للنهايه فإذا به يدعونى إلى التعاون معه من أجل إنشاء حزب نوبى فشرحت له أن الوقت غير مناسب الأن للحديث عن حقوق نوبيه وأوضحت له أننا تحركنا منذ أنطلاق الثوره كمصريين ودون النظر إلى إى أختلافات  عرقيه أو دينيه ويجب أن نظل كهذا حتى تحقق الثوره أهدافها كامله وبعدها نتحدث عن  المطالب والحقوق الخاصه بنا وأكدت له رفضى لفكرة وجود حزب على أرضيه طائفيه (عرقى أو دينى على حد سواء) وانتهت المحادثه بيننا ولم يتم إى أتصال حتى إقالة حكومة شفيق وتشكيل حكومه د.عصام شرف ليتصل نفس الشخص بى مره  أخرى ليخبرنى انه قرر تنظيم وقفه إحتجاجيه أمام مقر مجلس الوزراء فسألته عن أسباب تلك الوقفه فلم يستطيع أن يقدم أسباب منطقيه وقال لى وهو فى قمة الأنفعال (بص عايز تيجى تعال أنا كده كده نازل حتى لو هقف لوحدى اللى أعرفه اننا لازم نعمل حاجه عشان نبقى فى الصوره ) فما كان منى إلا أن أعدت عليه ما سبق أن ذكرته له فى المكالمه السابقه عن أن الثوره لم تنتهى بعد ولم يحن الوقت بعد لأثارة مشاكل وقضايا خاصه ويجب الأنتظار والتريث حتى لا يأتى التحرك بأثر عكسى وأنهيت المكالمه وأنا أفكر فيما دار بيننا وأحسست أنه وتحت دافع الظهور تقمص شخصية (دون كيشوت) بطل الروايه الأسبانية الشهيره ... فكما خرج (دون كيشوت)افى تلك الروايه متقمصا شخصية الفارس المغوار ليحارب طواحين الهواء فهو الأخر يتقمص شخصيه المناضل ويقرر الوقف أمام مقر مجلس الوزراء فى وقفه أحتجاجيه الهدف منها هو الظهور فى الصوره (كحد وصفه) ...
 المهم وأننى وبعد تلك المحادثه أعلنت رافضى لإى تحرك نوبى فى هذا الوقت وشاركنى الكثيرين فى هذا الرأى وبعدها أثرت ألتزام الصمت ولم أشارك تقريبا فى إى فاعليه أو نشاط نوبى منذ ذلك الوقت لدرجة إن لم أحضر حتى أجتماعات (أتحاد الشباب النوبى ) .... وأستمر هو فى ممارسه دور( دون كيشوت ) ببراعه ولم أحاول التدخل أو الحديث عنه بإى شكل وذلك لإ يمانى بأن من حق كل أنسان أن يعبر عن وجهة نظره بالطريقه التى يراها وحاولت أن أنسى ما دار بيننا ....
ومرت الأيام والأحداث ونحن على ذلك الوضع حتى عرفت عن طريق أحد الأصدقاء أنه وأثناء أجتماعه مع مجموعه من الشباب وصفنى أو اتهمنى بالتعامل مع الحزب الوطنى وقال لهم باللفظ (رامى بتاع الحزب الوطنى ) وصدمت من ذلك التصرف الغريب والأتهام الغبى لمجرد أختلافى معه فى الرأى ولكن حمدت الله ان الأمر توقف عند الحزب الوطنى ولم يتهمنى بأننى عميل لجهه أجنبيه مثلا أو على أتصال بمنظمات صهيونيه أو غيرها من التهم الجاهزه والتابوهات المشهوره التى يستعملها البعض  ليشوهوا بها صورة معارضيهم أو من يخالفهم الرأى ... ولكنى ورغم صدمتى من تلك الفريه المغرضه فأننى لا أنكر سعادتى لأننى علمت أن ما قاله قوبل بأستهجان ورفض من االحاضرين الذين أشكر لهم دفاعهم عنى أمام أكاذيب (دون كيشوت ) النوبه وكان رفضهم لتلك الأكاذيب دليل واضح  على أننى أسير على الطريق الصحيح مثلما كانت اسائته دليل أخر على أنى بما أتخذه من مواقف واضحه فقد أصبحت أمثل هاجس فى مخيلته هو ومن هم على شاكلته من مدعى النضال المزيف ... وأذا كان صمتى عن مواجهة ما يقوم به من تصرفات تضرنا جميعا كنوبيين فى الفتره الماضيه جعله يتهمنى بأنى (بتاع الحزب الوطنى ) فأننى اعده أن أفند فى الأيام القادمه أسباب رفضى لما يفعل وأثبت بالحجه والدليل أن الوقت غير مناسب لأى تحرك لأثارت القضيه النوبيه الأن لأرى بماذا سيتهمنى أو يصفنى هذا المره .



القاهره فى 14/ 4 / 2011