الأحد، 14 أكتوبر 2012

لماذا الأصرار على العزلة


سبق لى ان كتبت على صفحات هذا المدونة عن اسباب رفضى واستهجانى لبعض التصرفات التى يقوم بها بعض من يدعون بالنشطاء النوبيين وبينت كيف تسئ تلك التحركات إلى الحقوق النوبيه وكانت تلك الكتابات فى أعقاب سلسلة الوقفات الأحتجاية التى دعوا لها فى شهر أبريل 2011 وحذرت من ان مثل تلك التحركات لن تفيد وما دعانى الى اعادت الحديث عن ذات الموضوع الأن هو تلك الدعوة التى انتشرت لوقفة احتجاجية امام قصر عابدين والتى نفذت بالأمس ولن اعيد فى تفنيد المطالب لأنها هى نفسها المطالب التى تم على اساسها الدعوة لسلسة الوقفة التى حدثت منذ تنحى مبارك وحتى الأن .
ولكنى سأتكلم عن ثلاث نقاط بالتحديد هم ما اثاروا انتباهى وهم :
النقطة الأولى هى : البند الخاص بأقالة المحافظ والذى جاء فى النقطة الثالثة فى أسباب الوقفة التى نفذت فى ابريل2011  أمام مجلس الوزراء واسباب الوقفة التى نفذت بالأمس امام قصر عابدين وسانقل مما قلته فى ابريل هذا النص :
أما سبب أهتمامى بأعادة الحديث عن تلك النقطة تحديدا هوالأعتصام الحادث فى حديقة درة النيل أمام مبنى محافظة اسوان وهو اعتصام بدء منذ يوم 13 سبتمبر 2012 إى منذ شهر يشارك به شباب من مختلف أطياف المجتمع الأسوانى للمطالبة بأقالة المحافظ ويتحملون على مدى شهر كل اشكال الأرهاب والترويع التى تمارس ضدهم من بلطجية موالين للمحافظ وأيضا يعانون من أهمال مطبق وتجاهل أعلامى مزرى فلماذا لم يتم توحيد الصفوف والتنسيق بين النشطاء النوبيين فى القاهرة وبين المعتصمين للوصول للهدف المرجوة ؟ وما سبب أصرار النشطاء النوبيين على العمل بشكل منفرد فى موضوع لا يخص النوبيين وحدهم ؟
أما النقطة الثانية فهى: إذا ما كانت المطالب المرفوعة الأن هى ذاتها المطالب التى رفعت فى الماضى فهل تم تدارس الحراك الذى حدث بالسابق ومدى نفعه وتحقيقه للمطالب قبل تكراره ؟ وهل تم التفكير فى مدى امكانية تغيير أسلوب التعاطى مع تلك المطالب وأستحداث أساليب مختلفة عن تلك التى لم تنجح فى تحقيق الهدف منها ؟ أم سيتم تكرار نفس الأفعال ونفس الأجتماعات التى تنتهى دائما بوعود لا تنفذ ؟
اما النقطة الأخيرة التى اثارت انتباهى هى نقطة شائكة وخاصة بكيفية اختيار موعد التحرك النوبى وتزامنها مع وجود حراك سياسى جامع للقوى الوطنيه للمطالبة بتنفيذ مطالب ثورة 25 يناير وسأورد التوايخ لأوضح ما أقصده :
8 ابريل 2011  القوى السياسية تدعو لجمعة التطهير .

3 أغسطس 2011 بدء محاكمة مبارك

 9 سبتمبر 2011  القوى السياسية تدعو لجمعة تصحيح المسار ئ

12 أكتوبر 2012 القوى السياسيه تدعو لجمعة الحساب

بمراجعة تواريخ الفاعليات السابقه وترتيبها يظهر جاليا مدى التطابق فى مواعيد الفاعليات والأحداث بشكل لا يمكن تحميله على المصادفة فترى ما الهدف المرجو من وراء ذلك التزامن ؟ واتمنى إلا يحيل البعض الأمر إلى أستغلال الحراك من أجل تسليط الضوء على القضية النوبية لأن ذلك لا يحدث ولكن هذا التزامن المريب يساعد فى ترسيخ فكرة عزلة النوبيين عن محيط ما يحدث فى الوطن ولا أنكر أننى وعلى المستوى الشخصى وايضا من خلال النقاش حول تلك النقطة تحديدا مع الكثير من الأصدقاء بت مقتنع بوجود بعض الأشخاص والتيارات داخل المجتمع النوبى تعمل على ترسيخ عزلة النوبيين عن محيطهم الوطنى ولذلك عند كل حدث موسع على الساحة السياسية يتم الدعوة إلى  حراك نوبى منفصل وتشوب الدعوة دائما شعارات تخطف لب الكثيرين فيسارع بعض الأخوة النوبيين لتلبية الدعوة تحت ضغط اليأس من الوضع والعاطفة لتراث الأجداد ودون ان يعطوا لأنفسهم فرصة لو بسيطة للتفكير فى جدوى تلك التحركات والهدف منها .
وانا لا انكر اننا كنوبيين لنا حقوق مهدرة لدى الدولة ولكنى مع ذلك لن أسأم من تكرار أن تلك الحقوق لن نستطيع الوصول إليها إلا فى أطار العمل داخل منظومة العمل الوطنى ولا أمل فى وجود حل منفرد لما لنا من حقوق بعيدا عن حل مشكلة الوطن الذى ننتمى إليه . 
ولذلك سأصر على تكرار السؤال الذى يحيرنى ويحير الكثيرين وهو لماذا يصر البعض على عزل النوبيين ومشاكلهم عن محيطهم الوطنى ؟

الخميس، 14 يونيو 2012

أنهم لا يمثلوننى ...


لأيمانى الشديد بإن إنتمائى ووفائى للنوبه موطن اجدادى ومنبت جذورى هو اكبر دليل على انتماء لوطنى مصر ولأن المواقف لا تتجزاء فكانت دائما تحركاتى ومواقفى تنطلق من وحى هذه القناعات وكنت ومازالت مقتنع إن مشاكلنا او قضيتنا كنوبيين لا يمكن ان تحل بمعزل عن همنا كمصريين وقد اعلنت ذلك كثيرا سواء فى هذه المدونه او فى المنتديات النوبيه او فى مواقع التواصل الأجتماعى (فيسبوك و تويتر ) او فى مشاركاتى فى اى عمل على ارض الواقع وكثيرا ما هاجمت المتاجرين بالنوبه قبل ثورة 25 يناير (التى لم تكتمل بعض ) الذين كانوا لا يخجلون من مهادنة المخلوع مبارك ونظامه الفاسد( الذى لم يسقط بعد) وكما حاولت بعد الثوره وخلال العام الماضى نقد بعض الافعال التى رأيت انها من الممكن ان تسئ لنا كنوبيين او تظهرنا فى مظهر الغير مباليين لما يحدث فى عموم الوطن .ولقد سبق وشرحت راى ورؤيتى للقضيه النوبيه على المدونه قبل الثوره وبعدها.
ومن هذا المنطلق الذى ذكرته كنت من الرافضين لزيارة (عصام العريان ) للنادى النوبى بعد إسائته لنا كنوبيين ووصفه لنا (بالغزاه) لأنى رايت ان ماقاله لم يكن زلة لسان بقد ما كان منهج وفكر جماعه لاترى مصر إلا فى قالب واحد محدد سلفا ولأنى كنت متيقنا ان تلك الزياره ليست لوجه الله ولا من اجل الأعتذار بل كانت لتلميع حزب فقد الكثير من المؤيدين فى الشارع المصرى العام وايضا لم يخلو الأمر من تربيطات لصالح بعض اصحاب المصالح الخاصه الذين يستخدمون هموم النوبيين كوسيله للوصول الى مأربهم الخاصه .
وبعد الغاء الزياره باسبوع ذهبت مع بعض الزملاء من اتحاد شباب النوبه الى النادى النوبى وجلسنا مع اعضاء مجلس ادارته وشرحنا لهم رؤيتنا وموقفنا وتفهموا وجهة نظرنا ثم تلا ذلك الأجتماع اجتماع اخر بحضور اغلب الكيانات النوبيه لمناقشة الوضع العام والمطالب النوبيه وتم وضع وثيقه مشترك لتكون عنوان للمطالب لتقدم الى كافة التيارات السياسيه والأعلاميه لرأى موحد عن المطالب النوبيه وتم ايضا الأتفاق على عقد جلسات مشتركه للخروج بوثيقه اخرى تحوى المطالب النوبيه من الدستور المزعم صياغته .  وحاولنا جميعا تخطى ما حدث من امر العريان بل وتناقشت بشكل شخصى مع الأستاذ جمال حنفى (المحامى والنائب البرلمانى عن حزب الحريه والعداله) حول الموضوع وكنت اظن ان الموضوع انتهى عند ذلك لنفاجئ جميعا بحديث لمرشح الاخوان للرئاسه ( محمد مرسى ) يعتذر فيه (للجاليه) النوبيه بالأسكندريه عما بدر من احد الأخوه (كحد وصفه) وطبيعى أثار الحديث استياء الكثير من النوبيين وانا منهم وبادرالكثيرين لمهاجمة تلك المقوله سواء على مواقع التواصل الأجتماعى اوالمدونات او المواقع الصحفيه ولكن وللأسف وقبل ان يمر يومين على هذا الحديث فوجئنا باخبار وصور تنتشر عن لقاء جمع بين ذلك المرشح الرئاسى وبعض ممن يطلقون على انفسهم قيادات نوبيه هو اجتماع لم يعلن عنه مسبقا ومن الواضح انه تم التحضير له فى الغرف المغلقه فى تكرار سئ لما كان يحدث قبل الثوره والفارق الوحيد هو استبدال (الحزب الوطنى ) (بحزب الحريه والعداله) وكأن النوبه وهموم النوبيين ما زالت تعامل كسلعه رخيصه فى اسواق النخاسه السياسيه وتناسى الجميع ان القضيه النوبيه اكبر من ان تحل بتلك الطريقه لأنها قضيه وطن ادمن انكار الأختلاف . فما لنا كنوبيين اكبر من التعويضات الماديه وأكبر من اعادة التوطين (رغم احقيتنا لهما) ولكن القضيه فى اساسها هى قضية مواطنه واعتراف بالأختلاف والتنوع العرقى والثقافى واللغوى فى مصر وتلك الأمور لن تحل بتلك الطريقه .
 وايضا لأننا كنوبيين لسنا قطيعا من المواشى يساق دون وعى فنحن بشر وعقلاء ونملك رأينا ولا سلطه لأحد علينا ولا يمكن ان نكون مجرد كتله تصويتيه لصالح من يقدم الوعود البراقه.
 وما لنا من حقوق اكبر واشرف من تلك المعركه الوهميه المسماه بالأنتخابات الرئاسيه .
ولذلك ولكل ما سبق اعلن أن كل من شارك فى هذااللقاء (سواء بالحضوراوالتحضيرله) او من يفكر فى التحضير للقاء مماثل مع المرشح الأخرليسوا ممثلين لى كنوبى ولا يحق لهم ان يتكلموا بأسم النوبه .
 واعلن ايضا اننى انوئ بنفسى من التعامل مع كل من شارك فى الإعداد لذلك اللقاء او يفكر فى الإعداد للقاء المرشح الأخر واننى انسحب من اى عمل سبق وشاركت بها مع ايا من تلك الكيانات أو الشخصيات فرؤيتى للنوبه ومصر تختلف شكلا وموضوعا مع رؤيتهم .
وذلك لا يعنى أطلاقا ابتعادى عن العمل من اجل الوصول لحل لتلك الهموم والقضايا ولكنى سأعمل وفقا لقناعاتى الشخصيه مع غيرى من ابناء الوطن من المؤمنين بإن مشاكل الوطن لن تحل إلا عن طريق النضال من اجل بناء مصر الوطن الذى يحوى كل المصريين بدون تمييزاو إقصاء لأحد بسبب عرقه اوعقيدته او لونه او جنسه .
تلك هى قناعاتى وهذه هى رؤيتى التى لن يمنعنى عن النضال من اجلها إلا الموت.
يسقط حكم العسكر ..يسقط حكم المرشد
المجد للشهداء ... المجد للوطن
الثوره مستمره

الثلاثاء، 22 مايو 2012

عن النوبة ومصر وأزمة الهوية (1)



يحلو للبعض الفصل بين النوبه ومصر عند الحديث عن تاريخ المنطقه ويفصلون دائما بين الأثنين ،ويصل بالبعض التطرف بالحديث لدرجه الكلام عن قوميتين او امتين منفصلتين ،هذا النوع من الحديث على الرغم من خطورته يجد القبول لدى بعض القطاعات فى المجتمع (سواء نوبيين او مصريين بشكل عام) وهو فى الأساس كلام مرسل وغير موضوعى ومشبوه من وجهة نظرى وقد يتفق معى الكثيرين فى ذلك وسأحاول ان اشرح فى الأسطر القادمه اسباب رفضى وعدم تقبلى لمثل هذا الحديث.
من المعروف تاريخا ان منطقة الدلتا المصريه كانت جزء من البحر المتوسط ثم انحسرت عنها المياه وتحولت لمنطقة مستنقعات مالحه ولم يأتى ذكرها فى التاريخ إلا مع غزو الهكسوس لمصر القديمه وأقامة عاصمتهم فى شرق الدلتا وأطلقوا عليها أسم (زوان) والتى كانت تعرف بأسم (اورايس)
  وايضا طبقا لعلماء الأثار فغزو الهكسوس كان فى نهاية حكم الأسره الثالثة عشر. وهذه المعلومات التاريخيه المثبته تثير تسأل مهم إذا ماكانت منطقة الدلتا منطقه غير مؤهوله او منطقه مستنقعات او جزء من البحر فأين كانت تقع مملكتى الشمال والجنوب التى وحدهما مينا (موحد القطرين )؟
وإذا اضفنا الى السؤال السابق ما توارد من اخبار عن الأكتشافات التى توصلت اليها البعثات الأثريه  فى منطقة (مروى النوبيه) شمال السودان تلك الأكتشافات التى من المفترض انها ستحدث تغيير جذرى فى شكل التاريخ الذى نعرفه ومن الغريب ان بعض العلماء الغربيين ومعهم بعض المثقفين السودانيين يهللون لتلك الأكتشافات على انها تثبت ان الحضاره بدأت بالسودان ثم انتقلت الى مصر ويتناسون ان الحدود الفاصله بين السودان ومصر لم تظهر للوجود إلا عام 1899 ميلاديا تنفيذا لأتفاقية الحكم الثنائى للسودان المبرمه بين مصر وانجلترا ولكنى لست بصدد الحديث عن هذا الامر الأن وما يهمنى هو ان تلك الأمور تصب فى مصلحة اثبات ان ما يطلق عليه التاريخ المصرى القديم بدء فى اقصى الجنوب وامتد الى الشمال وان القطرين اللذان قام الملك مينا بتوحيدهما كان يقعان جنوبا وينتهى الجزء الشمالى منهما جنوب الدلتا المصريه.
 ومن الطبيعى ان تلك الدوله المركزيه التى اسسها الملك مينا كانت تمر بفترات ضعف تؤدى الى تفككها النسبى وتمضى الأمور حتى يظهر ملك او حاكم قوى سواء فى الأقليم الشمالى كــ(سيتى الأول _ مؤسس الأسره الثامنة عشرووالد رمسيس الثانى) او فى الأقليم الجنوبى  كـ(بعنخى _ مؤسس الأسره الخامسه والعشرون التى عرفت بأسم الفراعنه السود) فيعيد للدوله المركزيه هيبتها ويؤسس دوله قويه تفرض سيطرتها على المناطق المحيطه بها .
كما ان حدوث غزو خارجى لا يستطيعون صدوه كان يجبرهم على التقهقر جنوب كما حدث عندما غزا الهكسوس مصر واجبروا أخرملوك الأسره الثالثه عشرعلى التقهقر والتحصن بمدينه طيبه (الأقصر)،وايضا عندما غزا الأشوريين مصر اجبروا أخرملوك الأسره الخامسه والعشرين على التقهقر والتحصن بمدينة نباتا (التى تقع عند الشلال الرابع للنيل فى شمال السودان حاليا) وتقريبا كان هذا التقهقر الأخيرالذى انتهت به حقبه الأستقلال وتوالى الغزاه  الذين كان يخرج بعضهم بعض ويسيطر على المنطقه .
وهكذا ومما سبق يمكن الجزم والتأكيد بشكل على ان التارخ السحيق لمصر والنوبه كان تاريخا واحد مر بفترات مختلفه كما بينت فى الأسطر السابقه  وهو رأى أعلم تماما أنه يخالف الرأى السائد والذى يتبناه الكثيرين عن هذا الموضوع  وأعلم  انه سيصدم الكثيرين وسيفتح على ابواب كثيره للهجوم من الرافضين لتلك الفكره ولكن تلك هى قناعتى الشخصيه وفهمى المتواضع لتلك الحقبه السحيقه من تاريخ مصر واعترف اننى لست متخصص فى علم الأثار ولكن تلك الرؤيه لذلك التاريخ تكونت لدى من خلال قرأتى المتواضعه لما ينشر من اكتشافات اثريه ودراسات تاريخيه تثير اهتمامى منذ سنوات طويله وايضا من خلال متابعتى لما ينشره الأستاذ بسام الشماع (المحاضر المعروف والمتخصص فى التاريخ المصرى القديم ) .
 وأثق تماما أن توالى الأكتشافات الأثريه ستثبت صحته ، وأثق ان ما ذهبت اليه من فهم لهذا الموضوع سيقابل بالرفض ممن يروجون لفكرة وجود حضارتين مختلفتين فى المنطقه هى (النوبيه والمصريه) لأن كلامى هذا يهدم فكرتهم التى يستخدموها لأظهار ان النوبيين عنصر دخيل على مصروأن هناك فرق واختلاف بين (النوبيين والمصريين) وهو كلام يلاقى ترحيب وقبول من تيارات كثير داخل المجتمع فى مصر (سواء نوبيين اوغير نوبيين) لأن مثل ذلك الخطاب يحقق اهداف البعض ويريح البعض الأخر ولنرى سويا كيف يمكن لهذا الكلام الذى يفصل مصر عن النوبه وينسخ النوبه عن مصر ان يريح البعض من الذين لا يرون فى مصر إلا العروبه والأنتماء للقوميه العربيه ولا تتقبل عقولهم فكرة وجود مصريين لا ينتمون عرقيا إلى الجنس العربى وتعريف المصريه عندهم هو العروبه ولا شئ غيره وليس ببعيدا علينا ما كتبه جمال حمدان عند تعرضه للنوبيين فى كتابه (شخصية مصر ) والذى جاء فيه بالنص ((ومثل هذا يقال عن أسفين النوبيين. فهم وإن مثلوا جيبا محليا واضحا, إلا أنهم كأقلية لغوية يقعون على أقصى هوامش المعمور والرقعة السياسية وعددهم ليس بالكبير –نحو 50 ألف حاليا. وحتى بعد هذا فمن الخطأ اعتبارهم أقلية في أي معنى، فهم ليسوا أكثر من "قبيلة" متميزة نوعا في الجسم الكبير، وإذا كانت لهم لغة خاصة فهي لسان داخلي يجمع بينها وبين العربية, وسيلاحظ أنه منذ مشاريع الري في خزان أسوان, وبصفة أخص السد العالي, حدثت عملية انتشار وانصهار للنوبيين في تضاعيف السكان بحيث نرى تركزهم كجماعة محلية أخذا في الذوبان، وعملية تمام تمصيرهم آخذة في الإسراع(
ولن اناقش كل ما كتبه عالم الجغرافيا والمفكرالكبيرولكن تستوقفنى هنا الجمله الأخيره (، وعملية تمام تمصيرهم آخذة في الإسراع )  ويظهر جاليا من تلك العباره ان التمصير الذى يقصده جمال حمدان هوالتحدث بالعربيه واهمال ماوصفه(لغة خاصة فهي لسان داخلي) وهذه الكلام يدل على طريقة تفكير بعض المثقفين المصريين الذين وعلى الرغم من تمتعهم بقدر عالى من الثقافه والمعرفه ولكن ينظرون إلى مصر أو يعرفون مصر من خلال أنتمائهم هم للفكر القومى العروبى الذى لا يرى فى مصر إلا الجانب العربى وشرط المصريه عندهم هو الأنتماء للثقافه العربيه وبالنسبه لأصحاب هذا الفكر يصبح موضوع الحضارتين او الأمتين او القوميتين مستساغ ومقبول لديهم وهناك ايضا نوعا اخر وهما المتطلعين الى الغرب او (المستغربين) اللذين تأثروا بأفكار ( برتراندراسل )وغيره من المفكرين الغربيين وايضا متأثرين ببعض الكتابات العبرانيه التى تتحدث عن تقسيم العالم ما بين (سام وحام وارى ويافث) وغيرها من الخزعبلات التوراتيه الغير مؤكده فلا يرون حضاره إلا الساميه او القوقازيه البيضاء ويأتى على رأس هذا النوع  من وجهة نظرى عالم الأثار المصرى زاهى حواس الذى ينفى إى إصول افريقيا للحضاره المصريه القديمه ويحاول بشتى الطرق اظهار وخلق الأختلافات التى تدلل على اختلاف الحضاره النوبيه عن الحضاره المصريه حتى يثبت صحة ما يراها عن قوقازية الحضاره المصريه القديمه وهو كلام مبنى على اكتشافات اثريه غير مكتمله كما سبق وبينت من قبل ونضيف الى هذان التياران تياراً ثالثا هو تيار الأسلام السياسى الذي يرفع اصحابه راية الأسلام ويظهرون انهم مدافعين عن الأسلام من أجل الوصل الى اغراضهم الخاصه وهؤلاء لا يرون فى مصر إلا الحضاره الأسلاميه العربيه وينسون ما دونها ولذلك فهم يتقبلون ويروجون لفكرة الفصل بين النوبه ومصرولذلك يصبح ما قاله عصام العريان (نائب رئيس حزب الحريه والعداله - الذراع السياسى للأخوان المسلمين) حين وصف النوبيين بالغزاه امرا متسق مع قناعاته الفكريه التى سبق وشرحتها وهذا الوصف اثار استياء الكثير من النوبيين وانا منهم لأنه يناقد فهمنا للعلاقه بين مصر والنوبه ذلك الفهم الذى سبق وشرحته ولكنه فى نفس الوقت يعطى دليل على كيفية رؤية تلك الجماعه التى تملك الأغلبيه البرلمانيه لنا كنوبيين ولا انكر ان ما قاله العريان يجد قبول عند قطاع من النوبيين وذلك لأنهم يقرؤن التاريخ من نفس الزاويه التى يقرأه منها ليس العريان وجماعته فقد بل ايضا القوميين والمستغربين الذين سبق لى الحديث عنهم فى الأسطر السابقه ولكن هذا الحديث او الكلام قد يؤدى الى حدوث مشاكل مستقبليه لايعلم عواقبها إلا الله وحده .
 وحتى لا اطيل أرى اننى يتوجب على ان أتوقف عند هذا الجزء على ان أرجئ الحديث عن التداعيات والمشاكل التى يمكن ان تنتج نتيجة أصرار البعض على فصل تاريخ النوبه ومصر إلى المقال التالى .



الثلاثاء، 3 مايو 2011

ماذا يريد النوبيين ؟ - 3 -



ماهى المطالب النوبية التى رفعها المنظمين للوقفات الأحتجاجية النوبية ؟ وما هى القرارات التى أصدرتها حكومة د.عصام شرف على أثر تلك الوقفات ؟ ولماذا لم يرضى منظمو الوقفات الأحتجاجية بهذه القرارات الوزارية ؟ وهل تعمد د. شرف التعالى او الأستخفاف بالنوبيين كما وصفه منظمو الوقفات الأحتجاجية ؟

الأسئلة السابقة هى عينة من اسئلة كثيره تتردد فى الذهن عند الحديث عن الوقفات الأحتجاجية التى نظمها بعض الأخوه النوبيين ... ولأهيمة ما تمثله تلك الأسئلة كطريق مهم فى رحلة كشف اللثام عن خبايا القضية النوبية وأسلوب تناول البعض لتلك المطالب فسأحاول عرض المطالب وتحليلها وايضا القرارات الوزارية ومدى موأمتها للمطالب المرفوعة ..... وسأبداء بالمطالب المرفوعة وهى ثمانى مطالب ولضيق المساحه فأننى لن استطيع عرضها كامله ويمكن مراجعتها من هنا  .

وبالقراءه المتأنيه لهذه المطالب نجد ان المطالب المرقمه فى الرابط السابق بالترتيب (ثانيا ؛ رابعا ؛ خامسا ؛ سادسا ؛ ثامنا ) انتهت كلها بجمله شبه واحده (وقد سبق تقديم بلاغ أمام النائب العام من قبل الجمعية وهو قيد التحقيقات ) وتلك الجمله التى تكررت فى المطالب السالف ذكرها تجعلنا نتسأل الم يكن الاولــى ان يتم أعطاء فرصه للتحقيق فى تلك البلاغات ثم  بعدها يتم التحرك على أساس ما ستسفر عنه التحقيقات ؟ وهذا سؤال أراه شديد الأهمية وخاصة إذا ما عرفنا ان الجهة التى قدمت البلاغات الخمس للنائب العام هى نفسها الجهه التى دعت لتلك الوقفات الأحتجاجية وهى (الجمعية المصرية للمحامين النوبيين ) وهى جمعيه تضم مجموعه من المحاميين المخضرمين ولا أظن أن تلك النقطة تغيب عنهم مع مالهم من باع طويل فى اروقة المحاكم ولكن من الواضح وكما يبدو لى أن حماستهم فى الدفاع عن الحقوق النوبية كما يروها جعلتهم يتغافلون عن تلك الجزئيه ..... المهم انه ومما سبق يمكننا ان نغفل مناقشه تلك المطالب الخمس مؤقتا حتى نرى ما ستسفر عنه التحقيقات وبذلك يتبقى لدينا ثلاثة مطالب وهى :
أولاإعادة دائرة نصر النوبه كدائرة منفصلة عن مركز كوم امبو حتي يكون للنوبيين تمثيل أمام السلطة التشريعية لعرض المشاكل(السياسية - الاقتصادية والإجتماعيه - الثقافية – القانونية - الحضارية ) التي تواجه أهالي النوبه وتواصل فى تحقيقها مع السلطة التنفيذية بالدولة:
هذا المطلب تحديدا يطالب به النوبيين من مده طويله فمن المعروف أن النوبيين كانت لهم دائره مستقلة منذ أول برلمان مصرى قبل ثورة يوليو وتم نقل الدائرة من النوبة القديمة الى نصر النوبة بعد بناء السد وفى اواخر الثمانينات من القرن الماضى تم أدماج دائرة نصر النوبة مع دائرة كوم امبو فى دائرة انتخابية واحدة وتم نقل الدائرة الأخرى إلى  مدينه الزرقا بدمياط وهى الدائرة التى كان الدكتور رفعت المحجوب (رئيس مجلس الشعب الأسبق ) ينتمى لها ... وفصل دائرة نصر النوبة عن دائرة كوم امبو مطلب هام لأهالى الدائرتين وقد سبق وتقدم النائب  محمد العمدة (عضو مجلس الشعب عن دائرة كوم امبو ونصر النوبة) بهذا المطلب إلى مجلس الشعب عند مناقشة قانون تعديل الدوائر الأنتخابيه فى شهر ابريل 2010  ولذلك لأن أتساع الدائره يمثل عقبه فى قدرة أى نائب فى الأهتمام بمتطلبات أهالى الدائرة... ومما سبق يتضح ان هذا المطلب وعلى الرغم من انه يخص النوبيين ولكن فائدتة تعود على اهالى مدينه كوم امبو ايضا فلماذا أذا يقدم بهذا الشكل ؟ او بمعنى ادق ألم يكن الأفضل ان يقدم الطلب كمطلب ملح لأهالى مركزى نصر النوبه وكوم امبو ويتم التنسيق بين اهالى المنطقتين لتقديم هذا المطلب .
ثالثااقالة اللواء مصطفى السيد ( محافظ أسوان ) لاهداره للمال العام وقد   سبق تقديم عدة بلاغات ضده للنائب العام _ مع حل المجلس المحلى لمحافظة أسوان .
وهذا المطلب يتماشا مع ما تطالب به جميع القوى  السياسيه بعد الثوره ... وهذا ما يجعلنى اعيد نفس السؤال السابق .. وانه إذا كان هذا المطلب هواحد المطالب الشعبية بعد الثوره فلماذا يتم تقديمة فى صورة منعزلة وتصويره على انه مطلب خاص بالنوبيين وحدهم ؟ ولماذا لم يتم التنسيق مع باقى القوى الوطنيه داخل محافظة اسوان لتوحيد الضغط على مستوى المحافظة ؟
سابعا : تشكيل لجنة عليا لتعمير منطقة النوبة القديمة على بحيرة ناصر خلف السد العالى برئاسة مسئول بدرجة وزير مدعمة بكوادر نوبية ذات خبرة علمية وفنية وذلك لاعادة توطين النوبيين حول ضفاف البحيرة خلف السد العالى , والتى تشمل 44 قرية نوبية بمسمياتها القديمة , وطبقا للتوزيع الجغرافى لكل منطقة والتى تمتد من الشلال شمالا حتى قسطل وأدندان جنوبا كإمتداد لقرى نصر النوبة , وطبقا للخريطة الإسترشادية الموقع عليها والمعتمدة من السيد اللواء / أحمد شوقى المتبنى ( محافظ أسوان الأسبق ورئيس مجلس محلى المحافظة ومندوب الهيئة العامة للسد العالى) وأن يقترن بها تخصيص أراضى زراعية لا تقل مساحتها عن خمسة أفدنة وذلك لشباب الخريجين وصغار الزراع والمعدمين وصغار المستثمرين النوبيين , وذلك كله كحق أصيل وتاريخى كفلته جميع المواثيق الدولية للشعوب مع  وضع خطة شاملة بالمنطقة تمتد على مراحل وبجدول زمنى محدد
ويتبقى هذا المطلب الأخير هو مطلب له وجاهته ولكن هل من الممكن لحكومة شكلت على أساس انها حكومة انتقالية لتسيير الأعمال لحين انتخاب مجلس نيابى جديد ان تمتلك الأمكانيات للتشكيل لجنة بهذا الشكل لتعمير منطقة البحيرة مع ما يحتاجه مثل هذا المشروع من إمكانيات ؟ وهل الوصل لهذا المطلب يفرض علينا كنوبيين أن نسارع تنظيم مجموعة متتالية من الوقفات الاحتجاجية التى تظهرنا بصورة الغير مبالين بما تمر به مصر.
المهم سواء اختلافنا او اتفقنا كانت تلك هى المطالب التى تقدم بها منظمى تلك الوقفات الأحتجاجيه  أما القرارات التى صدرت من مجلس الوزراء فهى :
1.     عقب الوقفه الأحتجاجيه الأولى أصدر المجلس قرار بأختيار الأستاذ/ حجاج ادول كممثل للنوبيين فى لجنة الحوار الوطنى .
هو قرار صدر من اجل تهدئه المحتجين وكان من المتوقع ان يستغل الأخوه المنظمين للأحتجاج هذا القرار ويسارعوا إلى فتح حوار نوبى لمعرفة المطالب الحقيقيه للنوبيين وعرضها على مائدة الحوار الوطنى لوضع حلول لها ولا أنكر إعجابى الشخصى بذكاء القرار ولذلك لأننى أرى أن من اتخذ القرارلديه درايه ورؤيه جيدة لواقع المجتمع النوبى وظهرذلك الذكاء فى اختيار الأسـتاذ / حـجـاج أدول تحديدا ليـكون ممثل للنــوبيين وبالأخص المحتجيين ولذلك لأن أ/ حجاج إلى جانب كونه اديب معروف فهو ايضا معروف بمواقفه المتشددة فى الشأن النوبى فلذلك وعلى ما أعتقد فقد تم اختياره لقطع الطريق أمام من يحاول المزايدة بالمواقف المتشددة  والغريب أن ذلك القرار لم يرضى المنظمين وأعلانوا عن الوقفة الثانية التى اشارت إليها فى مقالى السابق  والتى فى أعقابها اصدردعصام شرف  قرارا" وزاريا بتمليك (4000) أربعة ألاف منزل للنوبيين فى غرب أسوان وقرار أخر بتخصيص (3700 )ثلاثة ألاف وسبعمائة فدان بمنطقه توشكى للنوبيين مع وعد بتخصيص دائره للنوبيين عند تعديل قانون الدوائر الأنتخابية .... وواضح جدا" أن تلك القرارات صدرت فى نفس سياق القرار السابق لها وهو التهدئة وايضا" لأن الحكومة لا تملك فى ظل الظروف التى تمر بها مصر ان تقدم اكثر من تلك القرارات والوعود والتى لم ترضى المحتجين او المنظمين للأحتجاجات ..... وسأسمح لنفسى بالتغاضى عن اسباب الرفض وذلك بسبب تباين الأراء بين النوبيين او  بالأحرى بين النشطاء النوبيين ممن يقدمو انفسهم على انهم متحدثين بأسم المجتمع النوبى او مدافعين عن الحقوق النوبيه فلقد تباينت أرائهم ومواقفهم  حول قرار تعويض المهجرين ... وهناك من رفض أستمرار المحافظ  وفى نفس الوقت الذى إرتاح فيه البعض الأخر لنفس القرار بل وتم تنظيم لقاء بين محافظ اسوان ومجموعه من الشباب النوبى فى حضور بعض النشطاء النوبيين بأسوان ... ووصل الأمر إلى درجة الفشل فى تشكيل وفد نوبى موحد لمقابلة د.عصام شرف وعرض  مطالب النوبيين عليه وصول الأمر الى تبادل للأتهامات .... وفى ظل كل ماسبق يصبح من حقى ان اسأل هل كانت المطالب التى سبق عرضها تستدعى تنظيم تلك الوقفات الأحتجاجيه التى وصلت لحد أتهام د.عصام شرف بتجاهل النوبيين  التهديد بالتصعيد  ؟ وهل هذا المطالب هى مطالب تعبر عن جموع النوبيين فى مصر مما يعطى الحق لمقدميها بأتهام د.عصام شرف بتجاهله النوبيين ؟ .... وإذا كنا كنوبيين فشلنا بهذا الشكل فيما بيننا فى الأتفاق على ما نريد فكيف بالله عليكم يمكننا أن نعرف بقيه قطاعات الشعب المصرى الذى ننتمى إليه بما نريد ؟ ..... وهكذا ومما سبق يمكننى القول بأنه اصبح من الضرورى تجديد الخطاب النوبى المتداول بيننا كنوبيين حتى نصل إلى نقاط محدده لما نطالب به بما يعبر عن جموع النوبيين ويرحمنا جميعا من حالة الأنشقاق والخلافات التى نعيشها وبما يضمن لنا القدرة على مواجهة شركائنا فى الوطن بما لنا من مطالب عادلة وحقوق مشروعة وحتى نستطيع الأجابة عن ذلك السؤال الذى يتردد فى أذهان الكثير من اخواننا وشركائنا فى الوطن وهو (ماذا يريد النوبيين ؟)وهو السؤال الذى أصبح الأن يقال بلهجة إستهجان وإتهام بسبب تلك التحركات الغير مدروسة العواقب …  ولأقتناعى بأنى قد أطلت الحديث فى هذا الجزء على الرغم من أنى قد عاهدت نفسى بعدم الأطالة حتى لا يصاب من يقراء بالملل لذلك سأرجاء شرح الجزء الأخير الخاص بالخطاب النوبى واليات تجديده  إلى المقال القادم 

الجمعة، 29 أبريل 2011

ماذا يريد النوبيين ؟ - 2 -


هل تغيير الخطاب النوبى بعد سقوط نظام مبارك عما كان عليه فى عهد  مبارك؟توقفت عند هذا السؤال فى المقال السابق وسأحاول الأن أيجاد أجابه له ....

ولكن للأجابه على هذا السؤال يتوجب علينا أن نرجع بالذاكرة قليلآ إلى الفتره التى تلت تنحى أو خلع مبارك من منصبه ثم إستقالة أو إقالة وزارة أحمد شفيق وتشكيل  وزاره جديده برئاسه د.عصام شرف وهى الوزارة التى حازت على رضى وقبول من أغلب قطاعات الشعب وأعتبرناها جميعا وزارة او حكومه الثوره ... ورأينا جميعا كيف تسارعت وتيرة الأحداث فور الأعلان عن تشكيل تلك الوزاره وكيف إلتهب الموقف أثر حدوث بعض الحوادث التى كادت لولا ستر الله أن تؤدى إلى أثارة حالة مرعبه من الفوضى الممنهجه والمقصوده من فلول النظام الفاسد ومن المؤكد أننا جميعا قد تابعنا بقلق تلك الأحداث بكل تفاصيلها ولذلك فلن أطيل فى الحديث عنها ولكن ما يهمنى هنا أنه  وفى ذوروة تلك الأحداث فوجئ الجميع ببعض الأخوة النوبيين يطلقون دعوه لوقفة إحتجاجية نوبية أمام مقر مجلس الوزاراء للضغط على مجلس الوزراء لتلبيه بعض المطالب النوبيه التى رأى الأخوة الداعين لتلك الوقفة أنها مطالب مهمه وواجبة التنفيذ ولا يجوز تأجيلها وأتخذوا لتلك الوقفه شعار (وقفة سلميه وليست فئوية) وأعلنوا ان وقفتهم تلك ستكون يوم(الخميس 24 مارس)وتمت تنفيذ تلك الوقفة وتم أثناء هذه الوقفة مقابلة بين مدير مكتب رئيس الوزاراء ووفد من منظمى الوقفه الذين سلموا له مطالبهم مع وعد منه بعرضها على  د.عصام شرف ..
ثم صدر قرار مجلس الوزاراء بأختيار الأستاذ /حجاج أدول الأديب النوبى المعروف بمواقفه المتشدده فى الدفاع عن المطالب النوبيه ليكون ممثلا للنوبيين فى لجنة الحوار الوطنى المزمع تشيكلها .... وبعد مرور قرابه العشرة أيام تقريبا ظهرت دعوة لوقفة نوبية ثانية فى نفس مكان الوقفه الأولى وكان مبرر الدعوه للوقفة الثانية  هو عدم تلبية حكومه د.عصام شرف لما سبق وطالبوا به فى الوقفه الأولى وأتفق المنظمين على أن تكون وقفتهم الثانيه تحت شعار(الأنتفاضة النوبية)وحددوا يوم (الخميس 7 أبريل ) موعد لتلك الوقفة أو (الأنتفاضة النوبية) كما تم وصفها من قبل بعض المنظمين ... المهم تمت الوقفة الثانية فى موعدها وفى نفس مكان الوقفة الأولى وقام المنظمين للوقفة بتشكيل وفد منهم ليصعد لمقابلة د.عصام شرف فى مكتبه بمقر مجلس الوزاراء وقابلوا د.شرف الذى أستمع إليهم وأخبرهم بعدم علمه بمطالبهم تلك فأعدوا تقديم مطالبهم إليه وانتهى اللقاء بوعد من د. شرف لهم بالعمل على حل مشاكلهم ... وأصدر مجلس الوزارء بعد مرور بضعة أيام من تلك الوقفة قرارا" وزاريا بتمليك (4000) أربعة ألاف منزل للنوبيين فى غرب أسوان وقرار أخر بتخصيص (3700 )ثلاثة ألاف وسبعمائة فدان بمنطقه توشكى للنوبيين ووعد بتخصيص دائره إنتخابيه مستقله للنوبيين بنصر النوبه عند  تعديل قانون الدوائر الأنتخابيه ....وقوبلت تلك القرارات بالرفض من قبل الأخوة المنظمين للوقفتين الأحتجاجيتين وذلك لعدم تطابق تلك القرارات مع ما سبق وقدمه للدكتور عصام شرف فى لقائهم معه اثناء الوقفه الثانيه فأتهموا د.شرف وحكومته بالتسويف وعدم الجديه فى حل القضيه النوبيه وأعلنوا عن تنظيمهم لمؤتمر صحفى فى نقابه الصحفيين للرد على تأخر حكومه د.شرف فى تلبية مطالبهم وأعلانوا أن المؤتمر الصحفى سيكون تحت عنوان (الحقوق النوبيه بعد  ثورة 25 يناير ) وأتفقوا على أن يسبق المؤتمر وقفه رمزيه  أمام نقابة الصحفيين وبالفعل تم عقد المؤتمر يوم (السبت 23 أبريل ) وحضر المؤتمر الكثير من الشخصيات النوبيه النشطه فى مجال الدفاع عن الحقوق النوبيه وأعلن الحاضرين عن أستيائهم من تعامل حكومه د. شرف مع الملف النوبى وعدم تنفيذ المطالب النوبيه وبل وهدد عدد من الحاضرين بتصعيد موقفهم إذا لم تستجب الدوله لهم (وذلك طبقا لما ذكر باليوم السابع).
واجد انه من الواجب على أن أنبه على اننى قمت بسرد الأحداث السابقه من أجل الوصول إلى أجابه للسؤال الذى بدأت به هذا المقال ولذلك لم أتطرق أثناء سردى للأحداث إلى تفاصيل المطالب التى قدمها منظمى تلك الوقفات للدكتور شرف أو أسباب رفضهم للقرارات الصادره من مجلس الوزراء وأعد أن أخصص مقال منفصل لمناقشة تلك الأمور بالتفاصيل فما يهمنى هنا فى الأساس هو الخطاب الذى يفترض بنا كنوبيين أن نرد به على السؤال الذى دائما ما يردده أغلب شرائح المجتمع المصرى عند ذكر المطالب النوبيه وهو (ماذا يريد النوبيين ؟)
وإذا وبعد سرد مجمل الأحداث والتحركات النوبيه منذ سقوط مبارك وحتى الأن فيجب علينا ونحن فى طريقنا للأجابه عن السؤال السابق أن نضع أنفسنا مكان أى مواطن مصرى من المفترض انه لا يعلم شيئا عن القضيه النوبيه ولا عن مقدار ما عانى النوبيين على مدى السنين الماضيه ....ولنتخيل سويآ وفى ظل ما تمر به مصر من أحداث ملتهبه وحاله عدم أستقرار كيف سيكون رد فعل ذلك الشخص عند سماعه بقيام النوبيين بتنظيم وثلاثة وقفات إحتجاجيه (إثنان أمام مقر مجلس الوزراء وواحدة على سلم نقابه الصجفيين) للضغط على الدوله لتنفيذ مطالب خاصه بهم – (أرجو إلا يبرر أحد الأمربدعوى إنها وقفات سلميه أووقفات غير فئويه لأنه فى تلك الحالة لن تفرق كونها سلميه او غير ذلك من تعريفات فما يهم المواطن العادى هنا هو الفعل فى حد ذاته ) – ولنتخيل إيضا" كيف يكون شعور نفس الشخص عندما يعلم عن طريق وسائل الأعلام عن صدور قرار من مجلس الوزراء لصالح النوبيين عقب كل وقفه احتجاجيه ينظموها – ( وهو هنا لا يعنيه مدى تطابق تلك القرارات الصادره مع المطالب المقدمه لأنه ليس لديه علم أو درايه بخلفيات القضيه النوبيه) – ثم عقب ذلك يفاجئ بأعتراض غير مبرر – ( من وجهة نظره) – للنوبيين على القرارات التى أصدرها مجلس والوزراء وبل ويسمع عن  تهديدات نوبيه بتصعيد إذا لم تنفذ لهم الحكومه مطالبهم .... 
ومع أخذ فى الأعتبار لما كان يشيعه نظام مبارك عن المطالب النوبيه على أنها مطالب أنفصاليه وأن النوبيين يريدون العوده لمناطقهم القديمه حتى يتسنى لهم الأنفصال عن مصر وغيرها من الأكاذيب التى روجها النظام الساقط عن النوبيين حتى تحولت من كثرت ترديدها من أكاذيب بلا سند إلى ما يشبه اليقين الراسخ فى واجدان الكثير من المصريين ..... وبالنظر لكل ما سبق يصبح من الطبيعى أن يكون رد الفعل المتوقع من أغلب المصريين هو الأستهجان والرفض لتلك التحركات النوبيه وبل وتوجيه الأتهام للنوبيين بأستغلال الظروف غير المستقره التى تمر بها مصر من أجل تنفيذ أجنداتهم الخاصه ... ويصبح من غير المستبعد تكون تيار شعبى قوى رافض لعودة النوبيين إلى مناطقهم القديمه أو حتى تنفيذ إى مطلب للنوبيين .
أذا ومما سبق يمكن القول أن أسلوب أدارة الملف النوبى من قبلنا كنوبيين لم يتغير عما كان عليه قبل سقوط مبارك ونظامه ....وأننا مازلنا نرفع نفس الشعارات ونستخدم نفس الخطاب البكائى ونقوم بنفس التحركات الغير مدروسه العواقب وكل ما تغيير هو أن البعض منا أصبح يتخذ مواقف أكثر حده وتصعيد دون تفكير لعواقب تلك المواقف وتداعياتها علينا جميعا وللأسف اصبحت الرغبه فى الظهورعلى الساحه تسبق الرغبه فى الوصول إلى حل مرضى لمطالب طال أمدها .

  

الأربعاء، 27 أبريل 2011

ماذا يريد النوبيين ؟


هذا السؤال هو أول ما يرد على ذهن الكثير من المصريين عندما يتطرق الحديث إلى موضوع المطالب النوبيه ودائما ما يقال السؤال بلهجه استنكار ورفض لإى تحرك نوبى وتلك اللهجه فى الحديث تجعلنا نفكر كثيرفى الأسباب التى تدفع الكثير من المصريين إلى أستنكار ورفض التحركات النوبيه وتطرح الكثير من الأسئله حول دوافع ذلك الأستنكار العام (أو شبه العام) لإى حديث عن القضيه النوبيه ...
فهل يأتى هذا الرفض والأستهجان من منطلق كره المصريين (الغير نوبيين) للمصريين النوبيين ؟ ومن الطبيعى أن تكون الأجابه الفوريه لهذا السؤال هى النفى فالنوبيين موجودون فى أغلب مدن ومحافظات الجمهوريه وتربطهم بغيرهم من أبناء الوطن روابط كثيره كالصداقه والزماله فى العمل والجيره وغيرها من الروابط الأنسانيه بل على مستوى التعامل الشخصى فأن أول ما يتبادر إلى ذهن إى مصرى عند ذكر النوبيين هو الكثير من الصفات الحميده والخصال الطيبه التى دائما ما يُصف بها النوبيين(كلأمانه والأخلاص ودماثة الخلق والطيبه ) ,ذلك الأمر يجعلنا نتسأل إذا ماكان ذلك هو رأى كل مصرى فى النوبيين فلماذا يستنكر عليهم حقوقهم ويرفض مطالبهم ؟ وهذا السؤال هو مربط الفرس فى الموضوع برمته فببساطه المبعث الرئيسى لذلك الأستنكار وهذا الرفض والأستهجان هو عدم فهم أغلب قطاعات الشعب المصرى لأبعاد القضيه النوبيه وعدم معرفتهم لملابسات وابعاد تلك المطالب .... ولكن ماهى أسباب عدم فهم أغلب المصريين لما يعانيه أخوة لهم فى الوطن على مدى مايزيد عن المائة عام (منذ بناء خزان أسوان فى أواخر القرن التاسع عشر وحتى الأن ) ؟ وفى الحقيقه يجب الأعتراف بوجود الكثير من الأسباب التى ساعدت على عدم فهم أغلب المصريين لمعاناة أخوانهم النوبيين منها التعتيم الأعلامى المتعمد خلال حقب متتاليه على ماحدث للنوبيين وأخفاء مقدار ما عانوه وما ضحوا به طوال سنوات طويله وأيضا أدى الأسلوب الممنهج الذى أتبعه القائمين على شأن الثقافى على المستوى الرسمى لطمس التنوع الثقافى فى مصر من أجل فرض ثقافه أحاديه لا تقبل الأعتراف بالأختلاف وأيضا لا يمكن أن نغفل ما كان يقوم به نظام مبارك طوال فترة حكمه التى أمتدت لثلاثون عاما من أزكاء للفتنه بين أبناء الوطن وتأليب المصريين بعضهم على بعض وتشتيت أبناء الوطن فى صراعات جانبيه تلهيهم عن عدوهم الحقيقى وتضمن له دوام بقائه على سدرة الحكم  ( يوجد هنا حديث للدكتور جابر عصفور يمكن الرجوع كمثال توضيحى ).
وأيضا يجب أن نعترف أننا عجزنا كنوبيين وفشلنا فى التعريف بما نريد وبما قاساه أبائنا وأجدادنا ..... نعم وللأسف نحن اسائنا إلى أنفسنا بمقدار قد يزيد كثيراً عما أساء به إلينا حكام  مصر المتعاقبيين .. وأرجو قبل أن يسارع أحد بأتهامى بالتجنى أو بالرغبه فى جلد الذات أن يراجع أولآ ما قمنا به وخاصةً خلال فتره حكم مبارك من أفعال وتحركات للمطالبه بما لنا من حقوق ....
 فنحن كان من المفترض بنا أن نناضل ونكافح فى وجهه هذا النظام الأمنى التعسفى الذى كان يشكل حائلا يمنعنا من الوصول إلى حقوقنا المشروعه و مطالبنا العادله  بما أننا أصحاب قضيه عادله  ولكننا أثرنا الطريق السهل وهو التقوقع على الذات كبديل عن النضال ضد مبارك ونظامه وأخذنا بطش النظام وتعسفه كذريعه للتقوقع داخل أنديتنا وجمعياتنا الخاصه رافعين شعارات من عينة (العنصريه ضد النوبيين) و (أضطهاد النوبيين ) وهى شعارات تقدم خطاب بكائى يصلح للأستخدام المحلى (داخل المجتمع النوبى) وتكسب صاحبها الكثير من المؤيدين والمساندين والمهللين من النوبيين ولكنها  للأسف لا تقدم حل أو رؤيه صحيحه لما نطالب به من حقوق وأيضا لا تصلح كخطاب تعريفى لمطالبنا أمام غير النوبيين .... ولم تكسبنا تلك الشعارات وذلك الخطاب إلا المزيد من التقوقع داخل انديتنا وجمعياتنا بل ومنتدياتنا الألكترونيه فيما يشبه الجيتو ولكنه جيتو أختيارى صنعناه بأرادتنا لنهرب داخله من عجزنا عن الدفاع عما نؤمن أنه حقنا المسلوب فتقوقعنا داخل مجتماعتنا المغلقه رافعين شعاراتنا الخاصه متباكين على ما كان لنا وذهب ..... وأكثر ما يثير الدهشه والتعجب هو أننا وعلى الرغم من هذا التقوقع الشديد فشلنا فشلآ ذريعا فى أن نتفق على صيغه موحده ورؤيه واضحه لمطالبنا التى نطالب بها وأختلفنا وتشرزمنا وتحولنا إلى كيانات وجماعات متصارعه عوضاَ عن أن نشكل جماعه أو جبهه واحده متفقه ... والغريب أننا حتى عندما فكرنا  أن نخرج بمطالبنا إلى المجتمع أختارنا أن نعقد بعض الأجتماعات داخل القاعات المكيفه وندعو إليها بعض المتعاطفين معنا من مثقفى مصر ولم نفكر فى إصال صوتنا إلى شرائح أوسع من المجتمع فمن المفترض والطبيعى  بمن يشرح قضيه كقضيتنا أن يتوجه بشرحه لمن لا يعرف  تلك القضيه حتى يكسب متعاطفين أو متضامنين مع قضيته التى تصدى للدفاع عنها ولكننا وللأسف وللمره الثانيه أخترنا الطريق الأسهل وهو الحديث مع من لديه قدر من التعاطف معنا وأهمالاً حقيقه بديهيه وهى أن تعاطف إى أنسان مع قضية ما هو دليل دامغ على سابق معرفة هذا الأنسان بقدر ولو ضئيل من المعلومات حول تلك القضيه التى يتعاطف معها .
وقبل أن يندفع أحد ويستنكر ما ذكرته ويحاول أن  يبرر ما حدث من منطلق ما كان يلاقيه معارضى ذلك النظام من بطش وترويع وإلقاء فى غياهب السجون ... وعلى الرغم من وجاهة تلك المبررات التى لا أملك أن أنكرها ولكنى بدورى أرد بما أعتبره فصل الخطاب فى ذلك الأمرفكلنا أو أغلبنا يذكر ما حدث للأديب والمدون السيناوى مسعد أبوفجر الذى دفع ثلاثة سنوات من عمره قضاها فى غياهب سجون مبارك بسبب دفاعه عن أهل سيناء ونشر ما يتعرضون له من ظلم على يد نظام مبارك ... وسؤالى هو هل لاقى أحد النوبيين ولو نصف ما لاقاه مسعد أبو فجر مثلآ ؟؟ وبالطبع الأجابه عن هذا السؤال معروفه للجميع فلم يقم نظام مبارك بسجن إى نوبى ولو ليوم واحد بسبب دفاعه عن حقوق أهل النوبه وأرجو إلا يحاول أحد الحديث عن التضيق المعنوى وكتم الأصوات والمضايقات فى العمل والتنقل لأن كل تلك الأمور كانت تمارس بشكل شبه يومى مع الكثيرين من ابناء الوطن من المعارضين لمبارك ونظامه ... ويجب أن نتعرف الفرق بين تعامل نظام مبارك مع مسعد أبو فجر وتعامل نفس النظام معنا كنوبيين سببه الأساسى هو أن أبو فجر دافع عن حقوق أهل سيناء مستخدما أسلوب معارض لتصرفات ذلك النظام وتجاوزاته مع أهل سيناء وفى نفس الوقت عمل على فضح الأكاذيب التى حاول نظام مبارك ترويجها عن أهل سيناء فأكتسب بذلك تعاطف شرائح عريضه من المصريين .... أم نحن فكانت تحركاتنا وتصرفاتنا كانت تساعد على ترسيخ وتأكيد ما يروجه ذلك النظام عنا وعن مطالبنا وكنا ننفذ بقصد او بدون قصد ما يخدم أهداف ذلك النظام الفاسد ولذلك كان وجودنا على الساحه فى صالحه فتركنا لنتحدث ونصرخ كما نشاء ولم يكلف نفسه عناء كتم أصواتنا .
والأن وبعد أن سقط ذلك النظام الفاسد وألقى بأغلب رموزه فى السجون ... فهل تغيير الخطاب النوبى عما كان عليه فى عهد مبارك؟
ونظرا″ لأهمية هذا السؤال فلأجابه عليه  تحتاجه الكثيرمن السرد المطول لشرح ماحدث من أمور كثيره خلال الفتره التى تلت سقوط نظام مبارك ... فسأختم تلك مقالى هذا عند ذلك الجزء وسأجيب عن هذا السؤال فى المقال القادم.
                       

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

النوبيين ...... والثورة المضادة (منقول)

هذا المقال كتبه (زكريا برسى ) وهو ناشط  فى المجتمع النوبى وعضو فى جماعة (المبادرين النوبيه)وهوأيضا يقيم فى قلب الحدث ( بنصر النوبه) وينتمى إلى (قريه المالكى )  وهى نفس القريه التى ينتمى لها (الحسينى عوض ) عضوالحزب المنحل ورئيس المجلس المحلى لمركز نصر النوبه .... ونظر لكل ما سبق ولما يحتويه المقال من معلومات مهمه ووجهة نظر محترمه  فقد رأيت ان انقله كما هو وبنفس العنوان دون إى تغيير.
                      #########################

النوبيين ...... والثورة المضادة  


بسم الله الرحمن الرحيم
نما الى علمنا اجتماع تم فى احدى قرى التهجير بين بعض الشباب
 
والحسينى عوض رئيس المجلس المحلى لمركز نصر النوبة
واخذ يروج لوادى الامل وان بيوت المغتربين تم بناءها بوادى كركر
 
والحكومة لا تستطيع التراجع
 
كما تم وعدهم بمقابلة سيادة المحافظ شخصيا او اصطحابهم الى القاهرة لمقابلة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء
وهذا يعنى ان الشباب فى قرى نصر النوبة
لا يعلموا ما هى اهداف الثورة ؟
ولا الاسباب التى قامت من اجلها آآآآ

وتواصلهم مع اعداء الثورة يهدد بزرع خلايا تعرقل سير القضية فى اتجاهها الصحيح
والحقيقة اختلط .................... الحابل بالنابل
ولم اعد افهم ما يدور فى المحيط النوبى
الفترة الانتقالية هى اصعب الفترات بالنسبة لكل الثورات
 
التى حدثت فى الماضى
وبعد سقوط النظام وتأكدهم سارع ذيول الحزب الوطنى بجمع صفوفهم وقاموا بتقديم ورقة لقسم الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بها بعض المطالب اهمها فصل الدائرة الانتخابية على امل وصول احدهم والفوز بكرسى البرلمان
وفى نفس الوقت يقدموا التهانى لمحافظ اسوان لنجاته
 
من (مقصلة) التغير

وفى القاهرة
بعد احتراق مقرات المجالس المتخصصة اتجهت الانظار الى مبنى مجلس الوزراء
ويرى البعض ان سقوط رأس النظام وضعف الدولة فرصة عظيمة لاغتنام المكاسب

لا ................. ياسادة
سقوط النظام بأكمله هو الهدف الاساسى
يجب على النوبيين المشاركة فى التطهير
وانقاذ الثورة ........ لا المشاركة فى الثورة المضادة التى يقودها فلول النظام البائد

تغير الدستور هو الانتصار الحقيقى لحل المسألة النوبية
تغير نظام الحكم هو الطريق
 
الوحيد للعودة ....... لا تغير الحكومات
والله هو المستعان
زكريا برسى 
نقلا عن منتدى نوبى انا